ما هو القرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بكم احبتي في الله
اليوم نقف معا حول كلمة القرين في القرآن
ذكر القرين عدة مرات في القرآن الكريم ... في سورة ق مرتين (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)) (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27)).
القرين في لغة الضــــــــــــاد : هو الصاحب أو الرفيق الذي تتطابق صفاته مع قرينه.
الحديث عند أحمد ومسلم وله روايتان "ما من أحد إلا وكّل به قرين" ما من أحد إلا وُكل به قرينه من الجنّ وقرينه من الملائكة". عندما يبلغ الانسان مرحلة البلوغ ومرحلة التكليف يكون له قرينان. وقوله تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس)
تبين أن الانسان هو الذي يحدد الطريق ومن عدل الله تعالى أنه لما خلق الانسان بيّن له الفجور لاجتنابه والتقوى لاتباعه وقال تعالى (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) البلد) بمعنى يا ليته اقتحم العقبة وهذا توصيف مهم فالانسان مثلاً وهو جالس وحان وقت صلاة العشاء يشعر بأن أحداً ما يدفعك للقيام للصلاة وآخر يدفعك للتمهل وتأخير الصلاة بشتى الأعذار وهذا هو التزيين فالانسان متنازع بين قرينين إضافة إلى أننا عندما نسمع حديث الرسول ( ص)
نفهم أننا نحن نحافظ على قريننا ويمكن أن نعيش ومعنا القرينين وفي لحظة يمكن أن تقارب أحدهما والآخر تبعده عنك ولا يجتمع الاثنان مع بعض. أحياناً تجد أن شخصاً ممن يصلي معك الصبح في المسجد باستمرار ثم تجده يغيب بعض الوقت ثم يعود في تلك الفترة التي غاب فيها يكون قرينه من الجن قد انتصر عليه فأبعده عن الصلاة في المسجد ثم انتصر هو عليه فعاد للصلاة في المسجد. تقول السيدة عائشة رضي الله عنها أن الرسول r كان عندها في ليلة ثم خرج فغارت عليه فخرجت في أثره ولما عاد ( ص ) وجدها في حالة الغيرة فسألها مالك يا عائشة أغِرتِ؟ قالت ومالي لا يغار مثلي على مثلك، فضحك ( ص ) وقال أقد جاءك شيطان؟ فقالت أوهي شيطان يا رسول الله؟ قال نعم قالت ومع كل انسان؟ قال نعم قالت ومعك يا رسول الله؟ قال نعم لكن الله أعانني عليه حتى أسلم. وفي الحديث الآخر: "ما من أحد إلا وُكّل به قرينه من الجن، قالوا وأنت يا رسول الله؟ قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير"
وإذا قارنا بين الحديثين لوجدنا أن أحدهما جاء بلفظ (حتى أسلم) والآخر (فأسلم) و (حتى) تدل على أن الرسول ص كابد معه وجاهد فأعانه الله تعالى عليه حتى أسلم. وفي الرواية اللأخرى (فأسلم) هذا القرين من الجن أسلم فصار يأمر الرسول ص بالخير فقريناه ص قرينا خير.
وقرين الجن يحاول أن ينزع الانسان من منطقة الخير ويضعه في منطقة الشر وأنا أحذّر المستمعين من قرين السوء من البشر لأن قرين الانسان السيئ يزيّن له السوء وجاء وصف هذا القرين في سورة الصافات (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51))
الجن فيه المسلم وغير المسلم لكن لما نطلق كلمة الجن يذهب الذهن للشيطان. ابليس أخذ على نفسه عهد أمام الله تعالى بإغواء الناس بوجه عام واستثنى عباد الله المخلَصين (إلا عبادك منهم المخلصين). بعض الناس سلّم أن له قرين من الجنّ ويقول أنا مغصوب على أمري ولم ينتبه أن في الآية استثناء. وجاء الردّ من الله تعالى (هذا صراط علي مستقيم) وكلمة عبادي تدل على أن هناك عباد من العبيد لا يقوى عليهم الشيطان فهؤلاء هم الذين يأخذون قرينهم للاسلام ويجب أن نفهم كلام الرسول ص وقوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فما فعله الرسول ص مع قرينه يجب أن يكون أسوة لنا فإذا كان واجباً عليه ص وهو الرسول أن يجاهد قرينه فهو علينا أوجب وعلينا أن نجاهد ونكابد حتى ننتصر على القرين كما فعل الرسول ص كأسوة للمسامين جميعاً. فإذا كان موعد الآذان فالقرين سيحاول أن يقعدك عن الصلاة أو يؤخرك عنها وعليك أن تجاهده وتقول له (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا) كذلك في الصيام وفي الصدقة يحاول القرين أن يقعدك عن هذه العمال الصالحة.
القرين احبتي في الله ... يتطابق مع قرينه. القرين هو ما تنتهي الحالة إليه فإما تتطابق معه أو يتطابق معك فيجب أن يناسب كل انسان فلا يكون قرين الأميّ قرين مثقف. وكما قلنا فالتسمية للقرين تأتي في النهاية وليس في البداية فأنت وقرينك تجاهده فإما أن يكون في النهاية يتبعك أو تتبعه أنت وهذه هي حالة القرين. فالتسمية واقعة على ما ينتهي عليه الحال. عندما أغلب قريني مثلاً فلا يعني هذا أنه أسلم فقد أذهب للصلاة وأجاهد القرين الذي يحاول أن يقعدني عنها في المسجد لكن لا يدل هذا على أن هذا االقرين قد أسلم وإنما قد يوسوس لي في الصلاة وفي داخل المسجد. وإذا عدنا إلى آيات سورة الصافات التي تحدثنا عنها في الحلقة السابقة نجد أن الرجل الذي دخل الجنة تساءل مع أهل الجنة (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) وقلنا أنهم يتساءلون كيف أنقذوا من قوله تعالى (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) فقال قائل منهم (إني كان لي قرين) لا هو تطابق معه ولا القرين تطابق معه ولذا فالرجل في الجنة والقرين في النار وهذا يبين أنهم لم يتطابقوا ولم يتفقوا فيمكن أن يبقى الشخص على حاله والقرين على حاله ولم ينجح هذا الرجل أن يجعل قرينه يسلم كما حصل مع الرسول ص. تم جمع الماده من ملخص احدي حلقات برنامج طريق الهداية |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق